لا يوجد جواب عام على هذا السؤال، لأن مجرد تزويد المصدر مع البرنامج لا يعني أنه مجاني، ولا أنه حر. تتحدد العلاقة بين مزود البرنامج والمستخدم في اتفاقية الترخيص، مثلا بعض البرامج غير مفتوحة المصدر توزع مجانا، وبعض البرامج المزودة بمصدرها توزع بشكل تجاري ولا تعتبر مفتوحة المصدر لأن اتفاقيات ترخيصها غير متوافقة مع معايير مبادرة المصادر المفتوحة.تركز مبادرة المصادر المفتوحة على أن حرية البرامج لا تتعلق بسعرها، بل بطريقة ترخيصها، ولذلك لا تضع المبادرة أية شروط على أسعار البرامج، ولذلك يمكن أن نجد برامج مفتوحة المصدر ومجانية، وبرامج أخرى مفتوحة المصدر وغير مجانية. وتوضح تجربة سوق البرمجيات أن سعر البرنامج قد لا يعبر تماما عن كلفة امتلاكه Cost Of Ownership لأن كلفة الدعم التقني على المدى الطويل قد تكون كبيرة جدا حتى لو كان البرنامج مجانيا.لنفرض أن شركة تسعر خدمة الدعم التقني لمنتجها المجاني المفتوح المصدر بمبلغ صغير لكل مستخدم بشكل شهري، مثلا 25 دولار شهريا لكل مستخدم. وعندما ترغب شركة أخرى باستخدام هذا المنتج وتطلب خدمة الدعم التقني لـ 100 موظف مثلا، يصبح مجموع دفعاتها السنوية 30 ألف دولار، وعلى مدى 3 سنوات تصبح كلفة الدعم التقني 90 ألف دولار. وبالمقارنة مع الحلول الأخرى قد لا يكون الحل مفتوح المصدر هو الأرخص على الإطلاق.وهكذا، فعلى عكس الاعتقاد السائد أن البرامج مفتوحة المصدر هي برامج مجانية، يتضح أنها ليست مجانية بشكل كامل بالمقارنة مع البرمجيات التجارية المنافسة، فرغم أن البرنامج بحد ذاته مجاني، إلا أنه في الكثير من الأحيان غير كاف بحد ذاته، واستخدامه في العمل من قبل المؤسسات يتطلب الحصول على خدمة ضرورية ربما تسعر بشكل مرتفع.لا تنطبق هذه الأفكار على كل الحالات، فبعض شركات البرمجيات تزود برامج مجانية ومدعومة بمستوى كبير من خدمة الدعم التقني المجاني.
تعليقات
إرسال تعليق