هل البرمجيات المفتوحة المصدر جيدة

يحتاج الزبون لمعرفة مستوى نوعية الخدمة التي سيحصل عليها، وأول مشكلة قد تواجهه هي ضمانات عمل المنتج البرمجي، فالبرمجيات التي توزع وفق الترخيص مفتوح المصدر تعلن صراحة أنها لا تزود أية ضمانة للبرنامج، وتترك للمستخدم قرار استخدامه وفق قراره الشخصي، وبالمقابل، فأغلب البرامج التجارية تدعم بضمانة محدودة أن البرنامج يؤدي المهام التي صمم لها، وتمنح مدة اختبار مجاني للمستخدم ليقرر رضاه عن المنتج قبل أن يستمر في استخدامه، مع إمكانية تعويض المستخدم إذا لم يؤد البرنامج المهام التي وعد أنه يؤديها، أو إذا أخطأ البرنامج في أدائها. هذا النوع من الضمانات ليس شائعا في البرمجيات مفتوحة المصدر، ورغم أن بعض المنتجات البرمجية الخاضعة لترخيص GPL وصلت إلى مستوى راق جدا من التطور والكفاءة في أداء عملها، إلا أنها لا زالت توزع بدون أدنى ضمانة لعملها.تعتبر هذه الفكرة الانتقاد الأساسي لنموذج عمل للبرمجيات مفتوحة المصدر، وهو انتقاد واقعي لأنه يستند على وثائق ترخيص المنتجات، وخصوصا GPL. ويضاف إلى ذلك انتقادات أخرى منها مثلا أن نوعية النص البرمجي في أغلب البرامج مفتوحة المصدر لا تلتزم بمعايير الجودة الاحترافية، وأن أغلب البرامج مفتوحة المصدر تصمم وتنفذ من قبل هواة وبطرق الهواة، وليس بطرق صناعة البرمجيات الاحترافية. ولذلك لا تفكر الكثير من شركات البرمجيات مفتوحة المصدر بالحصول على شهادات جودة لعملها أو لمنتجاتها.هذه الانتقادات ليست دقيقة في كل الحالات، فرغم أن الكثير من البرمجيات مفتوحة المصدر ليست احترافية، إلا أن بعض البرامج مفتوحة المصدر يعتبر احترافيا بمعايير الاستخدام العملي، وقد حقق مستوى أداء عاليا جدا بالاختبار والتشغيل العملي عبر السنين. من هذه البرمجيات المميزة مثلا نواة النظام لينوكس وتطبيقاته الأساسية مثل برمجيات مخدمات الخدمات الأساسية للإنترنت كالبريد الالكتروني والويب وغيرها.إضافة إلى ذلك، فالفرق البرمجية الهاوية ترفع مستواها بالتدريج نتيجة تراكم خبرتها ، وتترقى بالتدريج إلى مستوى شركات البرمجة الاحترافية.وهكذا نجد أيضا أن من الصعب تحديد مستوى جودة البرمجيات مفتوحة المصدر بشكل عام، فبعضها جيد جدا بشهادة مستخدميه على مر السنوات، وبعضها مازال في مرحلة منتجات الهواة.
Read more
Hits: 235

تعليقات